روسيا تفتح باب "الخروج دون عودة" للتواجد الإيراني في سوريا




اعتبر الباحث السياسي، د. عبد القادر نعناع، خلال حديث لـ "راديو روزنة"، أن إيران تبقى أحد حلفاء روسيا في المنطقة، لافتاً إلى أن تشابك المصالح بينهما في سوريا؛ لا يعني بالضرورة أن تحالفاتهما على وشك الانهيار.

واستكمل حول ذلك: "العلاقات بين الدولتين تمتد على مساحة أوسع من سوريا، إلى الجوار الروسي، كما الحال مع تركيا، لذا فإن روسيا لا تسعى إلى إحداث قطيعة وافتراق مع إيران، وخصوصاً أن لها هي الأخرى مطامع داخل إيران، وعليه فإنه على ما يبدو، هناك توافق روسي-إسرائيلي، على تقويض القوة الإيرانية في سوريا، دون اعتراض روسي، بعد انتهاء دور تلك القوات بالنسبة لإسرائيل".


مضيفاً ضمن هذا السياق بأن روسيا تسعى روسيا لكسب مزيداً من التغاضي الأميركي، من خلال رفع يدها عن حليفها الإيراني في سوريا، خصوصاً أن الدفاع عنه يعني مواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو بحسب نعناع ما لا تسعى إليه روسيا خلال هذه المعطيات نهائياً.


واعتبر الباحث السياسي بأنه ومع انكفاء "الحراك الثوري" إلى المناطق الشمالية من سوريا، وقيام استقرار مؤقت لمناطق هيمنة النظام، فإن الوجود الإيراني بات غير مطلوب، وحتى عبئاً على الوجود الروسي.


على اعتبار أن التمدد والوجود الروسي في سوريا، لم يكن انتزاعاً بالقوة ورغماً عن الولايات المتحدة، بقدر ما كان تغاضياً أمريكياً عن سلوك يحقق مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل حتى الفترة الحالية.


مضيفاً بالقول: "وعليه فإن التوجه الأمريكي والإسرائيلي المتشدد مؤخراً تجاه إخراج إيران من سوريا، بل ومن العراق أيضاً، وافق مصالح روسيا في بداية الانفكاك عن الحليف الإيراني، إلى جانب أن كثيراً من الدول العربية تؤيد الدور الروسي بشرط الانفكاك عن إيران، وهو ما يعني محاولة منح "شرعية" عربية للاحتلال الروسي، بمعنى أن الوجود الإيراني في سوريا، بات عبئاً على المصالح الروسية".


وأشار الباحث السياسي، د. عبد القادر نعناع، بأن روسيا كانت بحاجة إيران لسببين أساسيين، أولهما هو توفير العامل البشري في المعارك البرية، وهو الأمر الذي لم تكن روسيا مستعدة لتحمل كلفته البشرية، فضلاً عن توفير العامل الأيديولوجي غطاءً للعمليات الإجرامية (حلف المقاومة بالنسبة للنظام السوري، والتشيع وقضاياه بالنسبة للميليشيات الإيرانية).

منوهاً بأن كل من روسيا وإيران، يمكن وصفهما بأنهما (قوى غير قانعة في العلاقات الدولية)، وتتسم هذه القوى بالتحفيز الدائم، والرغبة في توسيع المصالح والميل لعدم التشارك في المكاسب، إلا بشكل آني.


وحول مسألة إخراج إيران من سوريا، فَنّد الباحث السياسي؛ د.عبد القادر نعناع خلال حديثه لـ "روزنة"؛ هذا الموضوع معتبراً أن لذلك عدة مستويات، فعلى المستوى الرسمي، الذي يشمل قواعد إيران وحزب الله، وعناصرهما العاملة في سوريا، والمعروفة لإسرائيل والولايات المتحدة.


فإن عمليات القصف المكثف الذي تقوم به إسرائيل، كفيل بإخراجها، مع الضغوط الأميركية الحادة، والتي تحولت إلى تدخل عسكري في العراق ضد "الميليشيات الإيرانية".


أما على مستوى التغلغل البنيوي، في مؤسسات الجيش والأمن والرئاسة السورية وسواها، والذي يتستر بزي جيش النظام، وربما بهويات سورية، فإن ذلك أصعب من سابقه؛ حسب وصفه.


عدا عن التغلغل في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والدينية، فهذا وفق نعناع أبعد من أن يتم القضاء عليه سريعاً، وهو جهد يحتاج إلى بناء نظام سياسي جديد يعمل مع قوى المجتمع على "اجتثاث" إيران من سوريا.


ورأى خلال حديثه أن البيئة الدولية والإقليمية لا تسمح بإجراء مفاوضات مع إيران حول خروجها من سوريا، مضيفاً بأنه حتى ولو كانت تسمح، فإن إيران ليست من القوى التي تكون مستعدة على تقديم تنازلات طوعية وتشارك مصالح، إلا تحت ضغط حاد وتهديد عالي المستوى.


معتبراً أن إيران ستحاول البقاء في سوريا بعدة أشكال غير معلنة على الأقل في المرحلة القادمة، وفي حال اضطرت -بالقوة- إلى الخروج من سوريا، فإن ذلك لن يكون دون إحداث أزمة حادة للقوى التي ترث مصالحها.



نقلاً عن راديو روزانا