الكراهية بين الجماعات السورية:





فعل الكراهية ما بين الجماعات السورية (الإثنية)، هو فعل شبه أصيل مترافق مع نشوء الدولة السورية، وإن كان بحدة منخفضة عما هو عليه اليوم، قبل أن يتحول إلى فعل مستتر في الهوية السورية طيلة العقود الماضية، نتيجة القمع السلطوي (لا نتيجة ضبط ومعالجة)، ليزداد الضغط على هذه الكراهية بشكل مستمر، حتى تجد في الثورة السورية فرصة سياسية للانفجار.

هذا الفعل هو على أشده اليوم، على مستوى سني-علوي أولاً، وبشكل لاحق عربي-كردي، وبشكل أدنى بدرجات بين باقي الإثنيات السورية.

الادعاء بإمكان تجاوزهقريباً، أو بمجرد سقوط تغيير النظام، هو زراعة وهو سيزيد من إشكاليات الهوية السورية المقبلة، فهذا الفعل لا يمكن أن يتم تهدئته (وليس استئصاله)، إلا في ظل حكومة وطنية، وبرنامج عدالة اجتماعية وسياسية انتقالية وحتى عدالة اقتصادية. أما اسئتصاله فهو بحاجة عود عقب ذلك.

شخصياً، لا أستطيع أن أتجاوز هذا الفعل تجاه الحاضنة العلوية التي ساندت الاستبداد وأوصلتنا إلى "الأسد أو نحرق البلد" وقامت بالأمرين معاً، لكنني في المقابل، أدرك -رغم الكراهية العليا- أنه لم يعد ممكناً اليوم تجاوز الاستعصاء الحالي، دون التساوم المصلحي بين كافة الإثنيات للخروج مما نحن فيه، فحتى خيار الانفصال -وهنا أقصد الانفصال السني في كانتون شمالي ضيق- لم يعد ممكناً كذلك.