حصرية المنفعة‎:‎



هي سبب ضمن أسباب عدة، يمكن من خلاله تفسير انحطاط جماعة بشرية، وتأييدها الواسع لإبادة أو تهجير جماعة أخرى، من المفترض أنها تتشارك معها في نفس "الوطن".

حصرية المنفعة، أعني بها، رغبة هذه الجماعة، بالاستئثار (شبه المطلق)، بالمنافع القائمة من السلطة أو من الدولة، وإحساسها أن عملية التشارك هذه ستقلل من حصتها.

طبعاً، من أقصدهم تحديداً، هم نخب الجماعة ومرتزقتها، في حين تساق باقي الجماعة وراء هذه النخب (كما تساق القطعان)، بادعاءات أيديولوجية وعقيدية وسياسية وسواها، لمعاداة الجماعات الأخرى.
مفردات كثيرة تدلل على هذا المصطلح (إن جاز)، طالما سمعناها من مؤيدي الأنظمة المستبدة، من مثيل أن النظام: درسكم، وظفكم، منحكم وطناً، حماكم، سمح لكم بكذا وكذا.

هذه المصطلحات، حين تراكمت في العقل الجمعي لعوام جماعة سياسية أو إثنية، قد تراكمت دون وعي منهم، في مقابل تعبئة مدروسة قامت بها نخبهم، عبر إيهامهم بأن أي تغيير سيقع، سيؤدي إلى سلبهم مكاسبهم.

وهنا أيضاً، تترسخ في ذهنهم فكرة السلب، والتي أتت تلقائياً في سياق بناء العقل الجمعي لهذه الجماعة، وكانت حاضرة لسبب بسيط، هو أن النخب نفسها، كانت تقوم بفعل السلب للدولة والسلطة والشعب.

تفصيل آخر، يمتد إلى خارج الدولة، حيث نشهد مؤيدين لنظام استبدادي محلي من مواطني دول أخرى، وهم كذلك، يحاولون حصر المنفعة بهم، حيث أن هذا النظام غالباً ما يوفر لهم منافع مادية كبيرة أو جمهوراً قطيعياً أيديولوجيا (قضية المقاومة مثلاً)، كحاضنة تحاول هذه الأنظمة من خلالهم ترميم شرعيتهم المتهالكة، وصولاً إلى إمكانية استبدالهم بالسكان (تغيير ديموغرافي).

وكلما ازدادت همجية وانحطاط نخب جماعة ما، وفقدانهم العمق الحضاري، كلما زاد ميلهم لإنتاج هكذا جماعات.