التكية السياسية 6: إجراءات فنية

 

 


سادساً-إجراءات فنية:

هناك العديد من المفردات الفنية التي يمكن رفع مستوى المقال/البحث من خلالها، وننصح باستخدامها، وخصوصاً من قبل الباحثين الشباب، ومنها:

(1) حاول أن يكون العنوان ذا صلة مباشرة وواضحة بالمضمون. فمثلاً حين تقول "الثورة السورية وأثرها في التعليم"، فأنت هناك تشير إلى أنك ستدرس الثورة السورية ثم أثرها في التعليم. أما حين تقول "أثر الثورة السورية في التعليم"، فأنت تتجه مباشرة إلى الأثر (الأسباب والنتائج)، ولا تغرق في دراسة الثورة ذاتها.

(2) تجنب قدر الإمكان المصطلحات غير القابلة للقياس في العنوان (وخصوصاً في البحث)، ولكن ونتيجة ضرورة استخدامها لجذب القارئ في المقال، حاول أن تستخدمها بعناية واحترام للقارئ. فنلحظ في الصور المرفقة مثلاً، أن هناك إسفافاً من خلال ما يسمى "العنوان المثير" في عناوين قناة العربية (اضغط هنا لترى ...)، وهو دليل أنه لا يوجد خبر من أساسه، سوى جملة واحدة، لذا يحاول الكاتب وضع هذه الجملة في العنوان، وحذف الفائدة منها من باب التشويق/الإثارة غير الحميدة. في حين أن العنوان الوارد في صحيفة المدن، هو عنوان غير علمي ولا يوحي بأن هناك جدية في المقال (بسبب كلمة: الفرخ).

(3) هناك عدة أشكال للعنوان، فقد يكون من جزأ واحد، أو من جزأين، حين تكون الفكرة مقسمة إلى جزأين (أسلوب مستخدمة بكثير في المقالات والبحوث السياسية باللغة الإنجليزية). وقد يكون مختصراً على ثلاث كلمات، وقد يمتد إلى عدة كلمات. ولكن حاول قدر الإمكان ألا يصل إلى عشرة كلمات (العنوان ذي الجزأين)، بشرط الارتباط المحكم بين جميع الكلمات. ونلاحظ مثلاً أن بعض الكُتّاب يفقد قدرته على ضبط عنوانه، ليصبح سطرين أو ثلاثة، كما في عنوان رأي اليوم المرفق بالصور (عناوين عبد الباري عطوان)، وذلك نتيجة تزاحم الأفكار في عقل الكاتب وعدم قدرته على ضبطها لا في العنوان ولا في المقال.

(4) هناك عدة أشكال من صيغة الخطاب (ضمائر المتكلم)، ننصح الشباب، باستخدام صيغة ضمير الغائب، عبر الإشارة إلى البحث والمقال لا إلى الذات، فنقول: يرى هذا البحث، وتخلص هذه الورقة، ووفقاً لهذه المقالة/المقال. أما الصيغة الثانية فهي قليلة الشيوع في اللغة العربية، ولكنها جائزة، وتأتي من خلال ضمير المتكلم المفرد، وهنا يكون للباحث شخصية بحثية بدأت بالتبلور (أعتقد أن...، وقد خلصت إلى...، وبناء عليه أقول ...)، وغالباً تستخدم في النقاشات العمومية الشفاهية أكثر منها كتابية. أما الصيغة الأسمى، فهي صيغة المتكلم الجمع (نحن)، فلا ننصح الشباب باستخدامها أبداً، فهي تحيل إلى شخص ذي معرفة علمية واسعة، له طلاب أو جمهور أو مدرسة تؤيده في طروحاته، وتسير على نهجه، فلا نقول: نرى أن...، ونخلص إلى ...، ووفقاً لدراستنا ....

(5) في حال ذكر أسماء باحثين أجانب، يفضل ذكر الاسم باللغتين العربية والإنجليزية/الفرنسية، كما ينصح في حال المصطلحات قليلة الاستخدام في اللغة العربية، وضعها بلغتين (نوستالجيا Nostalgia).

(6) في حال ذكر الأشهر الميلادية، يفضل ذكر التسميتين العربيتين بفاصل الشرطة المائلة (تموز/يوليو، آب/أغسطس).

(7) علامة الشرطة المائلة (/) تشير إلى أنه يمكن استخدام أحد طرفي الشارطة (القوة البولسية/الشرطية، شهر شباط/فبراير).

(8) علامة الشرطة الأفقية (-) تفصل بين جهتين مشتركتين في أمر واحد، فنقول: (الحرب العراقية-الإيرانية)، أما حين نقول: (الحرب العراقية الإيرانية) فكأننا نقول إن الطرفين يشنان حرباً على طرفٍ ثالث، فمثلاً (الحرب المصرية السورية-الإسرائيلية).

(9) علامة الشرطتين الأفقيتين (- -)، تدل على أن هناك جملة اعتراضية، يمكن تجاهلها أثناء الكتابة، لكن لمزيد من الدقة يتم وضعها، مثيل ذلك: "يمكن أن نعتبر ما يجري في الإعلام الثوري -الإعلام التابع للثورة السورية- حرب وعي تقودها عدة أطراف".

(10) الفاصلة المنقوطة (؛) تأتي حين تكون الجملة التالية لها، تفسر وتبرر الجملة السابقة، ومثال ذلك: "تتنوع الأسباب التي قادت إلى الثورة السورية، لكن يمكن أن نقول إن الاستبداد والفساد أساسان مهمان في ذلك؛ لما لهما من دور في الاعتداء على كافة حقوق المواطنين". ولكن لصعوبة استخدامها لدى الشباب، فلا ننصح باستخدامها، حتى لا تشغل الكاتب عن أفكاره، والاستعاضة عن ذلك بالفاصلة العادية (،).