نصائح القراءة:
فيما يلي نقدم
للباحثين الشباب بعض النصائح الأساسية، التي تساعد على تعزيز الاستفادة من
قراءاتهم، ومنها:
(1) خصص وقتاً يومياً للقراءة، مهما كان محدوداً، وليكن على الأقل
ساعة يومياً، وحاول تعويض ما يفوتك في اليوم التالي، حتى تصبح عادة راسخة في نظامك
اليومي.
(2) لا تهتم لكم القراءة (عدد الصفحات/الكتب)، فأنت لست في سباق مع
الآخرين أو مع الزمن. المهم أن تستوعب ما تقرأه، ولو كان 10 صفحات يومياً، ولا عيب
إن أعدت الفكرة التي تقرأها عدة مرات، حتى تفهمها تماماً.
(3) تذكر أنه كلما زادت قراءتك كلما اكتشفت أنك تعلم القليل أو أقل
من القليل، وليس العكس. وبالتالي يجب أن تشعر خلال أشهر بنهم شديد للقراءة.
(4) حاول أن تجعل قراءاتك في اختصاصك واختصاصات قريبة، ولا تقفز من
اختصاص لاختصاص، فهذا سيُشتّتك، ولن يجعل منك علّامة، بل شيء يشبه بسطة كتب غير
متناسقة. الإفادة الحقيقية هي التعليم العامودي، بمعنى التعمق في اختصاصك، وما يتم
له بصلة مباشرة. فقراءة كتابين أو ثلاثة في اختصاص لا تجيده لن يقدم لك سوى
معلومات عشوائية.
(5) حاول رسم دورات قراءة لكل عام، بمعنى تخصيص كل (شهرين مثلاً)
لموضوع من مواضيع تخصصك، ثم انتقل لموضوع آخر، والسبب حتى لا تصاب بالملل والعزوف
عن متابعة البرنامج. مثلاً: (دورة التاريخ السوري، دورة الإسلام السياسي، دورة المنظمات
الدولية، ...).
(6) لا تقرأ كتاباً رغماً عنك، بمعنى أنك قادر على تحديد مدى
إفادتك من الكتاب بعد 50 صفحة، فإما أن يكون الكتاب مفيداً وبالتالي فأنت قادر على
المتابعة فيه. أو أن تتوقف عنه في حال كان: بعيداً عن تخصصك، أو أنه فوق قدراتك
الحالية، أو أنه لا يقدم لك شيئاً مفيداً، أو أن لغته أو أفكاره سيئة للغاية.
(7) اخلع ذاتك قبل القراءة، بمعنى لا تحاول القراءة وفق تصوراتك
المسبقة، بل اقرأ وجادل الفكرة بينك وبين نفسك، واستخدم الورقة والقلم إن احتاج
الأمر، واجعل قبولك أو رفضك للفكرة، هو قبول أو رفض مؤقت، إلى حين تبلورها في ذهنك
لاحقاً.
(8) حدد على الكتاب، بقلم الرصاص، الأفكار التي تجدها مفيدة أو
مهمة أو ضرورية للنقاش، ودعك من أولئك الذين يقدسون الورق، ولا يمسونه بأي خط. ثم
انقل هذه الأفكار إلى ملف وورد أو دفتر مخصص، تجمع فيه أهم الأفكار التي تصادفك،
فأنت ستعود يوماً وحتماً إلى هذه الأفكار.
(9) حاول أن تناقش أفكارك مع زملاء من ذات تخصصك، أو أن تستفسر عن
شيء غير واضح ممن يسبق علماً.
(10) لا تقرأ من باب الواجب، ولا تقرأ وأنت منهك، ولا تقرأ وأنت
مستعجل، ولا تقرأ وأنت نعسان.
(11) للمبتدئين بالقراءة، ويجدون صعوبة في اختيار مواضيعهم، يمكنكم
البدء بالسيرة الذاتية للشخصيات السياسية، فهي سهلة المصطلحات، وممتعة كما
الروايات، وفيها سرد تاريخي/سياسي مفيد، ولكن تذكروا أن صاحبها يحاول أن يقدم نفسه
وكأنه صاحب فضل على البشرية، لذا لا تثق حالياً في كل ما يطرحه.
(11) بالنسبة لعلم العلاقات الدولية، غالباً لم ينتج العرب كتابات
مهمة، ربما الأساتذة المصريون هم من أنتجوا شيئاً جديراً بالاهتمام فقط، لذا حاول
أن تقرأ إما لكتب مترجمة أو لكتاب مصريين.
(12) بالنسبة لباقي تفرعات العلوم السياسية (الأنظمة، الفلسفة،
المجتمع، الاقتصاد، القانون، ...)، هناك العديد من الكتابات، حاول أن تختار كتاباً
جيدين وأصحاب اختصاص، فليس كل ما هو موجود في الأسواق جدير بالقراءة، وليس كل كاتب
يعلم ما يكتب.