القوة الحادة لدى روسيا والصين



اعتدنا في العلاقات الدولية، على وجود قوة صلبة (القوات العسكرية والاقتصاد)، وقوة ناعمة (كل ما يكسب العقول والقلوب)، وفق تصنيف جوزيف ناي.

لكن أطلق كل من Christopher Walker and Jessica Ludwig، مصطلحاً جديداً، هو القوة الحادة Sharp Power، ووجدا أنها تختلف عن القوة الناعمة، فهدفها لا يتعلق بكسب العقول والقلوب، بل بالتضليل الإعلامي وتشويه الرأي العام، وتخريب البيئات المستقرة، وتخريب البنى الإلكترونية، وتهديم البنى الديموقراطية.
أي بالضبط ما تقوم به روسيا والصين في أرجاء العالم.
يحتج البعض، بعدم قدرة روسيا على الحصول على نفوذ عالمي، كونها لا تمتلك قوة ناعمة، تجعل منها قائداً لشعوب أو حكومات. وهذا صحيح في التفكير التقليدي ما بعد الحرب الباردة (وحتى أثناء الحرب الباردة).
لكن روسيا والصين لهما نفوذ لدى شعوب وحكومات عديدة على امتداد العالم، قائم على:
- حاجة الأنظمة الاستبدادية إلى داعم دولي ملتزم بدعمهم دون شروط وقيود سياسية وإنسانية، دعماً كاملاً (وهو ما لم تعد الولايات المتحدة توفره).
- رفض كثير من الشعوب للسياسات الأمريكية خلال مرحلة السلام الأمريكي American Pax، أي مرحلة ما بعد الحرب الباردة (مناكفة الولايات المتحدة).
هذان العاملان، يعطيان لروسيا مساحة كبيرة للعمل، في دول الجنوب، عدا عن دعم التيارات الشعبوية في الغرب، إلى جانب بروز النزعة "البوتينية" في الغرب الديموقراطي.

ولنا في ما يجري اليوم في إفريقيا، أكبر مختبر دولي للسياسات الروسية.